ازمة توزيع الغنائم يوم حنين وحديث الرسول مع الأنصار "حديث مؤثر جدا"
صفحة 1 من اصل 1
ازمة توزيع الغنائم يوم حنين وحديث الرسول مع الأنصار "حديث مؤثر جدا"
لقد غنم المسلمون في هذه الغزوة غنائم عظيمة، ورأى -صلى الله عليه وسلم- أن يتألف الطلقاء والأعراب بالغنائم تأليفًا لقلوبهم؛ لحداثة عهدهم بالإسلام، فأعطى لزعماء قريش وغطفان وتميم عطاءً عظيمًا؛ إذ كانت عطية الواحد منهم مائة من الإبل، ومن هؤلاء: أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن الفزاري، والأقرع بن حابس، ومعاوية ويزيد ابنا أبي سفيان، وقيس ابن عدي.
وكان الهدف من هذا العطاء المجزي هو تحويل قلوبهم من حب الدنيا إلى حب الإسلام، أو كما قال أنس بن مالك: "إن كان الرجل ليُسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها".
وعبّر عن هذا صفوان بن أمية بقوله: "لقد أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ".
وقد تأثر حدثاء الأنصار من هذا العطاء بحكم طبيعتهم البشرية، وترددت بينهم مقالة، فراعى -صلى الله عليه وسلم- هذا الاعتراض وعمل على إزالة التوتر، وبين لهم الحكمة في تقسيم الغنائم، وخاطب الأنصار خطابًا إيمانيًّا عقليًّا عاطفيًّا وجدانيًّا، ما يملك القارئ المسلم على مر الدهور وكر العصور وتوالي الزمان إلا البكاء عندما يمر بهذا الحدث العظيم، فعندما دخل سعد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء"، قال: ((فأين أنت من ذلك يا سعد؟))، قال: "يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي"، قال: ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة؟))، قال: فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردَّهم، فلما اجتمعوا أتى سعد، فقال: "قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار"، فأتاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: ((يا معشر الأنصار، ما مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها في أنفسكم؟، ألم آتكم ضُلاَّلا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟))، قالوا: "الله ورسوله أمنُّ وأفضل"، ثم قال: ((ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟))، قالوا: "بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المنّ والفضل"، قال: ((أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقْتم ولصُدِّقتُم: أتيتنا مكذَّبًا فصدقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلًا فآسيناك، أوجدتم عليَّ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قومًا ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا وواديًا، وسلكت الأنصار شعبًا وواديًا لسلكتُ شعب الأنصار وواديها، الأنصار شعار والناس دثار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار))، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: "رضينا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قسمًا وحظًّا"، ثم انصرف رسول الله وتفرقوا.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن هذه المقالة لم تصدر من الأنصار كلهم، وإنما قالها حديثو السن منهم.
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرب للأنصار صورة مؤثرة: قوم يبشرون بالإيمان، يقابلهم قوم يبشرون بالجِمال، وقوم يصحبهم رسول الله، يقابلهم قوم يصحبهم الشاة والبعير، لقد أيقظتهم تلك الصور وأدركوا أنهم وقعوا في خطأ ما كان لأمثالهم أن يقع فيه، فانطلقت حناجرهم بالبكاء ومآقيهم بالدموع وألسنتهم بالرضا، وبذلك طابت نفوسهم واطمأنت قلوبهم بفضل سياسة النبي -صلى الله عليه وسلم- الحكيمة في مخاطبتهم.
وكان الهدف من هذا العطاء المجزي هو تحويل قلوبهم من حب الدنيا إلى حب الإسلام، أو كما قال أنس بن مالك: "إن كان الرجل ليُسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها".
وعبّر عن هذا صفوان بن أمية بقوله: "لقد أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ".
وقد تأثر حدثاء الأنصار من هذا العطاء بحكم طبيعتهم البشرية، وترددت بينهم مقالة، فراعى -صلى الله عليه وسلم- هذا الاعتراض وعمل على إزالة التوتر، وبين لهم الحكمة في تقسيم الغنائم، وخاطب الأنصار خطابًا إيمانيًّا عقليًّا عاطفيًّا وجدانيًّا، ما يملك القارئ المسلم على مر الدهور وكر العصور وتوالي الزمان إلا البكاء عندما يمر بهذا الحدث العظيم، فعندما دخل سعد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء"، قال: ((فأين أنت من ذلك يا سعد؟))، قال: "يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي"، قال: ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة؟))، قال: فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردَّهم، فلما اجتمعوا أتى سعد، فقال: "قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار"، فأتاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: ((يا معشر الأنصار، ما مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها في أنفسكم؟، ألم آتكم ضُلاَّلا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟))، قالوا: "الله ورسوله أمنُّ وأفضل"، ثم قال: ((ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟))، قالوا: "بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المنّ والفضل"، قال: ((أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقْتم ولصُدِّقتُم: أتيتنا مكذَّبًا فصدقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلًا فآسيناك، أوجدتم عليَّ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قومًا ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا وواديًا، وسلكت الأنصار شعبًا وواديًا لسلكتُ شعب الأنصار وواديها، الأنصار شعار والناس دثار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار))، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: "رضينا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قسمًا وحظًّا"، ثم انصرف رسول الله وتفرقوا.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن هذه المقالة لم تصدر من الأنصار كلهم، وإنما قالها حديثو السن منهم.
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرب للأنصار صورة مؤثرة: قوم يبشرون بالإيمان، يقابلهم قوم يبشرون بالجِمال، وقوم يصحبهم رسول الله، يقابلهم قوم يصحبهم الشاة والبعير، لقد أيقظتهم تلك الصور وأدركوا أنهم وقعوا في خطأ ما كان لأمثالهم أن يقع فيه، فانطلقت حناجرهم بالبكاء ومآقيهم بالدموع وألسنتهم بالرضا، وبذلك طابت نفوسهم واطمأنت قلوبهم بفضل سياسة النبي -صلى الله عليه وسلم- الحكيمة في مخاطبتهم.
مواضيع مماثلة
» حديث دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم وابليس لعنه الله
» حنين الى الماضي
» اغنية الليلة دي توزيع جديد جدا وجامد طحن
» الطائف التي حاصرها صلي الله عليه وسلم بعد فتح مكة (يوم حنين) كيف كان اللقاء أولا؟ وإسلام الجن
» اغنية الاطفال الشهيرة (ذهب الليل) .. توزيع جديد
» حنين الى الماضي
» اغنية الليلة دي توزيع جديد جدا وجامد طحن
» الطائف التي حاصرها صلي الله عليه وسلم بعد فتح مكة (يوم حنين) كيف كان اللقاء أولا؟ وإسلام الجن
» اغنية الاطفال الشهيرة (ذهب الليل) .. توزيع جديد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى