أهلا بيكم ويارب تبقوا دايما مبسوطين

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أهلا بيكم ويارب تبقوا دايما مبسوطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البارودي .. رب السيف والقلم

اذهب الى الأسفل

البارودي .. رب السيف والقلم Empty البارودي .. رب السيف والقلم

مُساهمة من طرف A.S.Shiko0o0o السبت ديسمبر 06, 2008 4:06 pm

البارودي .. رب السيف والقلم Untitl



نحن أمام شاعر وقائد، ورأس من رؤوس القلم والسنان، عشق العربية منذ صباه، وأحب الشعر، ورغب في الجندية، كما أنه هام في مصر وأهلها على الرغم من أنه ليس مصري الأصل، دافع عن بلاد النيل ودار الخلافة، وانضم إلى حركة الضباط المصريين، وبعد أن فشلت ثورتهم نفي إلى (سيلان)، ذلكم هو: محمود بن حسن حسني سامي البارودي

.
ولد شاعرنا في السابع والعشرين من رجب من العام 1255هـ الموافق 1838م لأبوين من الجراكسة (وهم المماليك البرجية)، كان أبوه من أمراء المدفعية، ثم مديراً (لبربر ودنقلة) السودانيتين في عهد محمد علي باشا ولي مصر. لقب محمود سامي بــ(البارودي) لأنه ينتسب إلى الأمير مراد البارودي بن يوسف شاويش الذي كان ملتزماً بلدة (إيتاي البارود) إحدى بلاد مديرية البحيرة.
عاش البارودي يتيماً، إذ توفى والده في السابعة من عمره، وتلقى دراسته الأولى في بيئة أهله، ثم التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج منها في العام 1271هـ الموافق 1854م، وهو ابن ست عشرة سنة.
عاصر البارودي أربعة من سلالة محمد علي باشا، وهم: عباس الأول، وسعيد ثم إسماعيل وتوفيق، وهي عهود تأرجحت فيها الحياة في مصر ما بين تقدم وتأخر، وتراجع وانحسار.
لم يكن البارودي بعيداً عما يجري في مصر، سواء ما يتعلق بأعمال الولاة، أو ما يقوم به المستعمر ممثلاً بفرنسا وبريطانيا ومحاولاتهما التدخل في شؤون البلاد، ثم إنه وقف إلى جانب دار الخلافة عندما أعلنت روسيا الحرب على السلطنة العثمانية 1294هـ 1887م.
يعد البارودي فارساً من فوارس مصر والخلافة العثمانية، فقد شارك في إخماد ثورة (كريت) (أفريطش) فمنحه السلطان الوسام العثماني من الدرجة الرابعة، وكذلك كوفئ برتبة أمير اللواء ونيشان الشرف وبالوسام المجيدي من الدرجة الثالثة إثر مشاركته في حرب الروس.
أقام سنين في الأستانة ولم يعد إلى مصر إلا برفقة (إسماعيل باشا)، وذلك في شهر رمضان من العام 1297هـ ـ 1863م. ويعد البارودي محباً للسفر، فقد سافر إلى (باريس) و(لندن).
نحن أمام شاعر لعبت عوامل كثيرة في تكوين شخصيته ورسم ملامح حياته الحافلة بالعمل، كما أننا أمام شاعر من طراز فريد، وثائر من نمط معين، ووفي لثقافة أمته، آثر المنفى على البقاء في بلاد عاثت فيها أيادٍ خبيثة خارجية وداخلية.
وفي شهر ديسمبر سنة 1904م، شوال 1322هـ لبّى الشاعر نداء ربه تاركاً لمصر وللعالم العربي تراثاً لا يبلى، ولا يعدو عليه الموت، ولا يجني عليه النسيان ما دام نور الشمس يسطع.

1ـ وفاة والده؛ فقد ذكرنا أنه عاش يتيماً منذ أن بلغ السابعة من عمره، وكفلته أسرته متولية تربيته.
2ـ التحاق البارودي بالمدرسة الحربية، ومكث فيها إلى أن تخرج في العام 1271هـ 1854م، وهو ابن ست عشرة سنة.
3ـ معاصرته عدة ولاة من أسرة محمد علي باشا، وكان لكل واحد منهم دوره البارز في حكم مصر، وتراوحت الحياة في مصر ما بين تقدم وتراجع، كما كان مؤشر التدخل الأجنبي يعلو ويهبط، إضافة إلى تأثير السلطان العثماني على الوضع السياسي في بلاد النيل.
4ـ مشاركته في الحروب خارج مصر، وإطلاعه على ما يجري من مؤامرات على دولة الخلافة؟
5ـ حبه للسفر، فقد سافر إلى لندن وباريس وشاهد ما في هاتين العاصمتين من تقدم وتطور.
6ـ إطلاعه على الآداب التركية والفارسية في الأستانة حينما كان يعمل في وزارة الخارجية.
7ـ حبه العميق للشعر العربي ولاسيما الشعراء الأمراء العظام، كما عشق الشعر العربي القديم، وينبغي أن ننبه إلى أنّ البارودي قرض الشعر عن طبع وسليقة، وهو يشبه إلى حد كبير المتنبي، فهو معجب بنفسه وشعره وطموحه.
8ـ تولى الشاعر عدة مناصب ومن أهمها: وزارة الحربية، وديوان الأوقاف، ورئاسة الوزراء.
9ـ نفيه إلى (سيلان) فأقام بها سبعة عشر عاماً وبعض عام، لم يسلُ يوماً عن وطنه وأهله ومجده.
إنّ العوامل السابقة لها حظ كبير في رسم ملامح شخصية البارودي التي انعكست على خصائص شعره وأغراضه، لذلك نراه يبدع في الحديث عن نفسه وما يعتمل بها من نزوع إلى المجد، وتحقيق الذات، كي يبدع في تصوير الحرب ومآسيها ووقائعها، وللشعر السياسي نصيب كبير في ديوانه، ولا شك أن شعر الحنين إلى الوطن في أثناء إقامته في (سيلان) بارز لا تحجبه أغراضه الشعرية الأخرى، وهناك من يقول:
إنّ البارودي عندما كان يتحدث عن الغزل والخمر والغناء وغير ذلك؛ فإنه كان مقدمة للأغراض الرئيسة التي تطرّق إليها، فهو يشبه شعراء العصر الجاهلي أصحاب المعلقات، ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن شعر البارودي كان المدرسة الأولى لمن جاء بعده من فحول الشعراء: كأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وإسماعيل صبري و.....، وسمى تلك المدرسة (مدرسة الإحياء)؛ لأنها أعادت إلى الشعر العربي حياته كما كانت أيام زهير بن أبي سلمى، وأبي تمام والبحتري والمتنبي وغيرهم.
في شعر البارودي ظاهرة لعل أحدًا لم يفطن إليها أول الأمر ، فهو قد اعتمد في تصويره الواقع على حاسة النظر أكثر من اعتماده على سواها، ولقد بزّ أقرانه، وتفوق عليهم، وكان كل من عبدالله فكري وعبدالله النديم، ومحمد صفوت الساعاتي، دونه بنسبه وتفكيره وبمثله الأعلى في الحياة، ثم كان غيرهم بموهبته في الشعر.
وقد آن الأوان إلى تفحص شعر البارودي، لنقرأ فيه إيمانه بالتفوق، وأنه فرد بين أنداده لا نظير له، والقصيدة التي رثى بها والده تصرح بهذا المعنى:
مات الذي ترهب الأقران صولته
ويتقي بأسه الضرغامة العادي
إذا تلفت لم ألمح أخــــــا ثقة
يأوي إليّ ولا يسعى لإنجادي
فإن كنت عشت فرداً بين آصرتي
فها أنا اليوم فرد بين أندادي
وإذا عدنا إلى بائيته نرى التصوير الواقعي المنظور في غير تقليد واضحاً، فهو يصف بها مربعاً يجري النسيم خلاله بنشر الخزامى؛ كي يصف الخيل، وهي تعدو بهم ليصطادوا بالصقور والكلاب ما يحل أكله من طير وحيوان:
فبينما نرود الأرض بالعين إذ رأى
ربيئتنا سرباً فقال: ألا اركبوا
فقمنا إلى خيل كأنّ متونها
من الضّمر خوط الضيمران المشّذب
فلما انتهينا حيث أخبر أطلقت
بزاة وجالت في المقاود أكلب
فما كان إلا لفتة الجيد أن غلت
قدور وفار اللحم وانقض مأرب
وهو عندما يصور الغرام والحب في نفسه وهو الشاعر الفارس الذي لا يذعن لسلطان الهوى والهيام، ولا تلوي عنقه امرأة، فتأخذ به يميناً ويساراً، وتصرفه عما يتطلع إليه من مجد وغيره.
فكيف يعيب الناس أمري وليس لي
ولا لامرئ في الحب نهي ولا أمر
على أنني كاتمت صدري حرقة
من الوجد لا يقوى على حملها صدر
حياء وكبراً أن يقال ترجحت
به صبوة أو فلّ من غربه الهجر
وأما شعر الحرب فله فيه صولات وجولات، وكذلك شعر الحنين إلى الوطن، وسنكتفي بالتمثيل لهذين الغرضين معتذرين إلى القارئ بأنّ هذا المقال لا يتسع صدره لكل أغراض الشعر التي تطرق إليها شاعرنا الكبير:
ألا ليت شعري متى أرى روضة
المنيل ذات النخيل والأعناب
حيث تجري السفن مستبقات
فوق نهر مثل اللجين المذاب
ملعب تسرح النواظر منه
بين أفنان جنة وشعاب
كلما شافه النسيم ثراه
عاد منه بنفحة كالملاب
ذاك مرعى أنسي وملعب لهوي
وجنى صبوتي ومغنى صحابي
وها هو يتجلّد في الحرب الضروس التي يخاف الشجعان فيها كأنهم سكارى، وكل يتطلع إلى الفرار من شدة الهول:
ولما تداعى القوم، واشتبك القنا
ودارت كما تهوى على قطبها الحرب
وزُيّن للناس الفرار من الردى
وماجت صدور الخيل والتهب الضرب
ودارت بنا الأرض الفضاء كأننا
سقينا بكأس لا يفيق لها شرب
صبرت لها حتى تجلت سماؤها
وإني صبور إن ألمّ بي الخطب
وأنا في ختام حديثي عن البارودي أودعه، وأنا مصمم على العودة إليه أستلهم منه المعاني، واللغة الجزلة القوية، والصورة الجميلة وعزّة النفس، أودعه وأنا أقرأ مطلع قصيدته التي كتبها عندما ردّته السفينة إلى وطنه بعد غربة عانى فيها ما عانى، وتحمل ما تحمل حتى كاد ييأس:
أبابل مرأى العين أم هذه مصر
فإني أرى فيها عيوناً من السحر
وداعاً يا رب الشعر والسيف.. وإني معترف أني لم أوفك ما تستحقه، ولم أنهل من بحرك إلا القليل، وإلى لقاء آخر معك إن شاء الله
.

A.S.Shiko0o0o
A.S.Shiko0o0o
Web Master
Web Master

ذكر
عدد الرسائل : 3689
العمر : 36
العمل/الترفيه : عاطل
مزاجك ايه : البارودي .. رب السيف والقلم Loves10
أول حرف من اسم حبيبك : البارودي .. رب السيف والقلم 157510
الرتبه : البارودي .. رب السيف والقلم Admin_10
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
البارودي .. رب السيف والقلم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100البارودي .. رب السيف والقلم Right_bar_bleue

الطاقه :
البارودي .. رب السيف والقلم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100البارودي .. رب السيف والقلم Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
البارودي .. رب السيف والقلم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100البارودي .. رب السيف والقلم Right_bar_bleue

الوصف : البارودي .. رب السيف والقلم 471010
شغال ايه هنا : البارودي .. رب السيف والقلم 1-26
أوسمه : البارودي .. رب السيف والقلم 6620
الطاقه : 819
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 19/09/2007

http://WWW.3OLOMBANHA.AHLAMONTADA.COM

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى