عبد الرحمن الناصر أعظم ملوك أوروبا علي الإطلاق
صفحة 1 من اصل 1
عبد الرحمن الناصر أعظم ملوك أوروبا علي الإطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الناصر هو أعظم ملوك اوربا على الإطلاق وقد احتفل الاسبان بذكرى مرور 1000 عام على مولده منذ عدة سنوات
من هو عبد الرحمن الناصر
اسمه الكامل هو: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الربضي بن هشام بن عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) , ويلقب بالناصر لدين الله, ويسمى كذلك عبد الرحمن الثالث.
- أمه: (أم ولد) واسمها (ماريا) أو (مزنة) كما تسميها الروايات العربية.
- ولد عبد الرحمن في الأندلس عام 278 هـ واعتنى بتربيته جده لأبيه بعد وفاة والده وهو صغير. تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده عام 300 هـ وكان عمره 22 سنة، فتطلعت الأنظار نحو هذا الشاب وتعلقت الآمال به, فاستطاع توحيد الأندلس بعد التمزق, وأعاد القوة والعظمة لها.
- استمر حكمه خمسين عاماً. واتسم عهده بالقوة والعظمة والنهضة العمرانية :
فقد خضع له كل حكام أوروبا آنذاك.
وقام بأعظم عمل عمراني عندما استقرت الأمور فبنى مدينة الزهراء عام 325 هـ على بعد 30 كم من الشمال الغربي من قرطبة.
- عبد الرحمن الناصر هو أول من تلقب بالخليفة من أمراء الدولة الأموية بالأندلس، وتسمى بها لما رأى ما آلت إليه الخلافة العباسية من ضعف وفساد ووهن.
- كان يحب مظاهر الملك والمجد مع خشية وتواضع لله، كما كان ذكياً حازماً عاقلاً ,محباً للجهاد وأمضى أكثر خلافته فيه
استلامه للحكم
اعتنى جده لأبيه بتربيته واهتم به اهتماماً بالغاً بعد وفاة والده وهو صغير. ثم تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده سنة 300 هـ وكان عمره 22 سنة، وقد تخلى كل أعمامه عن حقهم في الإمارة فكانوا أول من بايعوه بها بسبب سوء أحوال الأندلس وتمزقها, ولما كان يحيط بها من أخطار. فقد كانت الأندلس مضطربة ومليئة بالمخالفين ونيران المتغلبين .
خلف جده عبد الله بعهد منه، حيث أن عمه المطرف قام بقتل أبيه محمد ظلماً، لأنه كان المرشح لولاية العهد، فأراد أن يزيحه ليظفر بها ولما علم جده عبد الله بما لحق بأبيه من ظلم جعل ولاية العهد إليه، وتولى تربيته ونال نصيباً كبيراً من رعايته، وكان جزاء عمه القتل قصاصاً لقتل أخيه، ونال جزاءه على يد أبيه عبد الله بعد أن تأكد من براءة القتيل محمد مما عزاه إليه.
استلم عبد الرحمن الحكم وليس له سلطة إلا على قرطبة فتعلقت آمال الناس بهذا الأمير الشاب الذي تمكّن من إخماد تلك النيران، وخاض غمار حروب طويلة، فأخضع العصاة وصفا له الملك، وجدّد دولة الأندلس وأخضع حكامها لسلطانه.
لقب الخليفة
بعد أن أعاد الوحدة السياسية إلى أجزاء الأندلس، وعظم شأنه وقويت دولته أصبح أقوى حاكم إسلامي في ذلك الوقت فأراد أن يضفي على حكمه المزيد من القوة والهيبة في نفوس أعدائه، فاتخذ لقب الخليفة، خاصة عندما رأى ما حل بالخلافة العباسية من الضعف، فأصدر سنة 316 هـ مرسوم الخلافة، حيث جمع الناس وخطب فيهم وبين حق بني أمية بالخلافة وأنهم أسبق إليها من بني العباس، فبايعوه واتخذ لقب أمير المؤمنين الناصر لدين الله وجرى هذا اللقب من بعده، وكان أسلافه يخطب لهم بالإمارة فقط.
أأبرز الأحداث في عهده
1 - توحيد الأندلس : قضى على الفتن والثورات في ولايات الأندلس وأعادها إلى حكم الدولة الأموية. فانتشرت أخبار انتصارات هذا الشاب في أرجاء الإمارات ولما سمع بها بعض المتمردين لم يتمهلوا بل بادروا فوراً يعلنون له الخضوع مثل مدينة (سرقسطة ـ إشبيلية – بربشتر وغيرها من المدن) فأقر حكامها, وكان من خلقه أن يغدق على المتمردين والعصاة الذين يستسلمون له ويكرمهم، ويوسع عليهم، ويبقيهم على أعمالهم، ولذلك أخذت الأندلس تتوحد للناصر.
2 - انتصاراته على الإسبان في الشمال : تمكن من هزيمة الجلادقة الإسبان القشتاليين والنفاريين والليونيين وردهم إلى ثغورهم, فقد وجد الناصر الفرصة مواتية لإظهار وحدة المسلمين وتلاحمهم ضد العدو المشترك (مملكة ليون) فوجه جيشاً بقيادة وزيره "أحمد بن عبده "وذلك مع بداية عام 304هـ واصطدم بجيش مملكة ليون في عدد من المعارك الثنائية التي انتهت كلها بالنصر لعبد الرحمن، وغنمت قوات المسلمين غنائم كبيرة. تابع الناصر التقدم نحو شمال الأندلس بجيش يقوده بنفسه وكانت قوات الدعم له تتلاحق بصورة مستمرة من سائر الأندلس لتنضم إلى جيشه فأخذ في الاستعداد لمعركة حاسمة عام 308 هـ. تقدم الجيش الذي يقوده عبد الرحمن الناصر ليفاجئ مملكة ليون وحليفتها مملكة نافار إلا أنهما كانتا على علم بتحركه فارسلت مملكة جيليقية حملة مضادة على قرية " الفرج " (معركة الفرج) وانتصر فيها جيش عبد الرحمن وأبادوا معظم قوات العدو، فتابع الناصر تقدمه إلى ملك ليون فكانت غزوة "موبش " إحدى أهم الغزوات في تاريخ الأندلس حيث استمرت ثلاثة شهور فتح فيها الناصر معظم الحصون وقام بتأمين الثغور ثم عاد إلى قرطبة. ومن معاركه مع الإسبان أيضاً سانت ستيفان ومطونية التي سحق فيهما المسلمون جيش إسبانيا.
3 - مدينة الزهراء : بنى مدينة الزهراء المدينة الملكية التي تعتبر رمز الحضارة الأندلسية عام 325 هـ على بعد 30 كم من الشمال الغربي من قرطبة واستغرق بناؤها أربع سنين، وقد بناها عبد الرحمن لتماثل دمشق عاصمة الدولة الأموية قديماً. كما بنى فيها (قصر الزهراء) وحمل إليها الرخام والمرمر من أقطار الغرب، وأقام فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، وأهدى له ملك الفرنجة أربعين سارية من الرخام.
4 - الصراع مع عمر بن حفصون : انتهز عمر بن حفصون فرصة الفوضى التي مرت بها الأندلس بعد وفاة عبد الرحمن الأوسط، وأخذ يهدد العاصمة قرطبة وعندما تسلم عبد الرحمن الناصر الخلافة استطاع القضاء عليه سنة 305هـ.
5 - رد خطر الدولة العبيدية : قامت الدولة العبيدية في شمال أفريقيا وقامت بتوسيع رقعتها حتى وصلت إلى شواطئ بلاد المغرب وأصبحت تتطلع إلى الأندلس ولكن عبد الرحمن الناصر قام بردع أخطارها عن طريق:
- تقوية الأسطول البحري الأندلسي.
- التحالف مع قبائل المغرب.
عبد الرحمن الناصر أعظم ملوك الأندلس
يعتبر عبد الرحمن الناصر نجماً لامعاً وصفحة بيضاء من تاريخ الأندلس العظيم وحاكماً لم يعرف الدهر له مثيلاً، ولو أن العظمة والأمجاد تخلد أصحابها في الدنيا لكان الناصر من أحقهم بذلك .
بعد أن استقرت الأوضاع في الأندلس توجه الخليفة الشاب الناصر إلى إرساء دعائم حكمه وبناء الدولة في كل الاتجاهات:
من الناحية السياسية والعسكرية:
أصبحت قرطبة أيام الناصر وجهة لكل الوفود والرسل التي أتت من جميع الدول الأوروبية لاسترضاء الناصر وتبادل العلاقات والصداقة والسفارات معه. فكانت الوفود الأوروبية تأتي إليه لدفع الجزية طوعاً خشية أن يقوم بغزو أراضيها، كما كانت تأتيه وفود من انكلترا والقسطنطينية تطلب منه أن يقبل بأن يدرس طلابها في الأندلس. لقد أصبح جيش عبد الرحمن الناصر أقوى جيش في ذلك الوقت وأسطوله البحري غدا أقوى أسطول آنذاك.
من الناحية الاجتماعية:
تفنن الناس في أنواع الأطعمة والملابس والغناء والطرب خاصة بعد قدوم زرياب من بغداد فاشتغل الناس بابتكاراته في علم الطعام واللباس، فلكل فصل نوع من اللباس ونوع من الطعام، ولكل مجلس آدابه وتقاليده، ولكل حفلة طرب وغناء وموسيقا بمختلف الألحان كما قام بعض العلماء والدعاة بمحاربة الترف والإسراف ومنهم المنذر بن سعيد البلوطي.
من الناحية العمرانية:
1- أصبحت قرطبة من أكبر مدن العالم آنذاك سكاناً ودوراً وقصوراً وبلغ عدد المساجد فيها ثلاثة آلاف مسجد، وكانت شوارعها مضاءة ليلاً في زمن كانت فيه أوروبا تنام في ظلام عميق.
2- قام عبد الرحمن ببناء المدينة الأندلسية الملكية الشهيرة واسمها مدينة الزهراء بين عامي 936 م - 940 م (325 هـ) على بعد 30 كم من قرطبة وتعتبر رمز الحضارة الأندلسية واستغرق بناؤها أربع سنين، وقد بناها عبد الرحمن بالرخام والذهب وجعلها تماثل دمشق عاصمة الدولة الأموية قديماً. كما بنى فيها (قصر الزهراء) وحمل إليها الرخام والمرمر من أقطار الغرب، وأقام فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، وأهدى له ملك الفرنجة أربعين سارية من الرخام.
من الناحية الإدارية:
قسمت قرطبة إلى ثمانية وعشرين ضاحية، وقسم رجال الشرطة إلى شرط بالليل وشرط بالنهار وجعل منهم قسماً لمراقبة التجار وتنظيم جباية المال وموارد بيت المال حتى بلغ دخل بيت مال المسلمين (6،245،000) ديناراً ذهبياً، وكان ثلث هذا المبلغ يرصد لتغطية نفقات الدولة الجارية، ويدخر الثلث الثاني، أما الثلث الثالث فكان ينفق على المشاريع العمرانية (المكتبات والمدارس والقصور ومدينة الزهراء وغيرها). كما نظم أسلوب البريد ونظم المالية كالضرائب والمكوس والخراج والجزية. ونظم القضاء فقد أنشأ قضاء المظالم وأوجد (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وأنشأ نظام الحسبة ففي كل بلد محتسب يشرف على الأسواق التجارية ومشاكلها وقوانين القضاء.
من الناحية الاقتصادية :
نمت الزراعة نمواً مزدهراً، فتنوعت أشجار الفواكه والمزروعات من قصب السكر والأرز والزيتون والكتان وأوجد الناصر مزارع خاصة لتربية دود القز، كما نظم أقنية الري وأساليب المياه وجعل تقويماً للزراعة لكل موسم. وفي الصناعة حُفرت المناجم وطورت أنواعها مثل مناجم الذهب والرخام والفضة والرصاص والنحاس كما تطورت صناعة الجلود وصناعة الزيوت والأدوية. وفي زمن الناصر ظهرت الأسواق الخاصة للبضائع كسوق للنحاسين وسوق للزهور والشحوم والزيوت وغيرها. كما قام الناصر بإنشاء مراكز خاصة لصناعة السفن وآلاتها فأصبح للأندلس أسطولاً بحرياً كان الأقوى في ذلك الوقت.
من الناحية الثقافية:
أضحت قرطبة مركزاً للعلوم والآداب وانتشرت الثقافة وكثر الإنتاج العلمي وشاعت المعرفة، بلغ عدد الكتب في المكتبة الواحدة أربعمئة ألف كتاب وبلغ عدد المكتبات سبعون مكتبة كما ظهر النساخون الذين كانوا يقومون بدور المطابع في عصرنا، وظهر المجلدون لتجليد الكتب. وكان الناصر معروفاً بحبه للعلم والعلماء ومن أشهر العلماء في عصره:
القاضي عبد الله محمد بن محمد الذي أخذ العلم عن مئتين وثلاثين شيخا،
كما ظهر القاسم بن الدباغ الذي نقل العلم عن مئتين وستة وثلاثين شيخاً
وبرز ابن عطية في التفسير، واشتهر في الفقه والحديث: الباجي وابن وضاح وابن عبد البر وابن عاصم والمنذر بن سعيد، وظهر بالفلسفة ابن رشد وغيرهم من العلماء والدعاة.
عمل الناصر على نشر المعرفة في ربوع البلاد، فبنى في قرطبة وحدها سبعاً وعشرين مدرسة وأدخل إليها الفقراء من الطلاب مجاناً، حتى أصبحت قرطبة في عهده منارة تجتذب إليها الأدباء والعلماء والفنانين.
وفاة الناصر:
توفي الخليفة الناصر لدين الله عبد الرحمن الثالث سنة 350 هـ بعد أن حكم خمسين عاماً وستة أشهر وثلاثة أيام، استطاع فيها أن يعيد المجد للدولة الأموية بالأندلس، لذا يعد المؤسس الثاني لها. قضى سنوات حكمه في عمل دائم لم يعرف خلالها من أيام الهناء إلا قليلاً، ولم يركن إلى الراحة أثناءها إلا نزراً يسيراً فقد ترك بعد وفاته رسالة بخط يده كتب فيها:
"حكمت الأندلس خمسين عاماً لم أعرف الراحة خلالها إلا أربعة عشر يوماً وسائر الأيام قضيتها في الجهاد والعمل لبناء الدولة والجيش"
ماعرفت الدنيا نموذجاً من الحكام يماثله أو يشابهه، كان فرداً في تكوينه، وكان فرداً في حكمه وقيادته، يتابع في رسالته التي كتبها بخط يده:
"أيام السرور التي صفت لي دون تكدير، يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا، ويوم كذا من كذا"
وعُدّت تلك الأيام فكانت أربعة عشر يوماً!! من سيصل إلى العز مثله؟ فهو من اقترن اسمه بأروع آيات المجد والعزة للعرب والمسلمين، ولم يهنأ بالراحة إلا أربعة عشر يوماً.....
مضى الناصر للقاء وجه ربه لكن سيرته ستبقى مدى الزمان -على الرغم من زوال مدينة الزهراء وإخراج المسلمين من الأندلس- سيرةً مشجية وسيرة عظيمة بآن واحد لأنها سيرة رجل في حياة أمة يرجى لها الآن أن تعود إلى عز ماضيها ومجد غابرها. ليرحمك الله رحمة واسعة ويسكنك جنة الخلد.
مواضيع مماثلة
» مطلوب جمال عبد الناصر بس ميحكمناش
» جدول مبارانا قليل الادبت بطولة أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا
» وعباد الرحمن
» عبد الرحمن الداخل
» عبد الرحمن الأوسط
» جدول مبارانا قليل الادبت بطولة أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا
» وعباد الرحمن
» عبد الرحمن الداخل
» عبد الرحمن الأوسط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى