عندما يفرحنا الالم

من طرف agm الجمعة ديسمبر 07, 2007 8:06 pm

قصة عجبتنى قلت اشوف رايكو فيها

كان اليوم عاديا جدا...بدأ كغيره من الأيام ...... لا حركة فيه بدأته بتمديد رجلي قليلا ... كان المنزل كما اعتدته دائما مظلما لكنه آمنا ...ضيقا ولكن دافئا حنونا..........لم أكن أريد مغادرته بل اني لم أفكر فى ذلك برغم كل المغريات فى الخارج .....أضواء ساطعة ........أصوات غريبة... بعضها ألفت سماعها وبدت قريبة جدا....وبعضها الأخركان غريبا ولكنها جميعا كانت تثير فضولى...لكننى كنت راضية بما أنا فيه لم أطمح حتى للمزيد....تحركت قليلا وتثاءبت الأن يحين موعد الافطار....المرء يشعر برضا تام عندما يأتيه كل شيئ فى موعده ...جاهزا من غير تعب.....استرخيت قليلا بعد الافطار...غفوت لبضع دقائق ...ولعلها بضع ساعات لا أدرى ومن يهمه الوقت طالما هو راضيا مستريحا .........صحوت فجأةعلى هزة فى أركان البيت ......ما هذا...؟؟؟؟؟ ما الذى يحدث؟؟؟؟؟؟؟.....عاد الأمر كما كان هادئا ......أين الغداء ....لقد تأخر..بدأت أجوع.........هل كنت أحسد نفسى منذ قليل ....أه ه ه هذه هزة أخرى لكنها هذه المرة ضغطة كبيرة ضغطت بقوة أركان البيت.....هل هذا زلزال؟؟؟....لم يحدث هذا الأمر من قبل....هناك أصوات كثيرة من حولى ....أسمعها لكن لا أفهم ما فيها ولا أعرف ماذا يحدث؟؟...ربما لأنى جالسة رأسا على عقب......الأمر مضحك لكنى اعتدت عليه منذ بضعة أسابيع....بدأت الهزات تتوالى...أركان بيتى تتقارب... تتقاذفنى... تضغطنى بشدة...أيها المنزل الحبيب...لماذا تفعل هذا بى؟؟؟ ....وانا التى أحبك ..واتعاهدك منذ الأزل؟؟؟... هل تريد طردى ؟؟؟..هل سئمت منى ؟؟؟.. لماذا تلفظنى ؟؟؟..تتقارب جدرانه فجأة تدفعنى نحو الباب...أتشبث لكنى لا أقدر ... بدا واضحا أنه لا يريدنى داخله..كأنما استجمع كل قواه ليخرجنى...و قد تواطأ مع تلك الهزات ليفعل....أه أه المكان يضيق يؤلمنى أنفاسى تتلاحق .....بيتى ينهار ....أين ساذهب ؟؟؟.... ماذا سيحدث ان خرجت؟؟...أنا التى لم أفعل من قبل ....الألم يعصر رأسى وكأنى أنحشر فى فوهة البركان...الضوء الساطع عند الباب...مادام البيت قد قرر اخراجى... فليكن ذلك بمساعدتى..!!!!!!
أندفع مرغمة نحو الباب ....تتحشرج روحى فجأة...................يقترب النور...تلامسنى أياد كثيرة أجاهد كى أصل اليها....صرخة شديدة من صوت مألوف.....بدأ الأم يخف ....خرجت رأسى وانزلق الجسد....(الله اكبر.... بنت جميلة) يصيح البعض .....(مبروك خرجت بالسلامة) ...أفتح عيني... الضوء شديد ....أحس بوحشة رغم وجود الناس من حولى....تختلط الأصوات ... أريد العودة للبيت ....أبكى .... أصرخ ... أشعر بالغربة ليس هناك شيئ مألوف...تمسكنى يدين ناعمتين....تضمنى الى صدر أه ...أسمع دقات ....انا اعرف هذا القلب ..وتلك الرائحة المألوفة...الصوت الحانى الذى طالما أثار فضولى فى الخارج......انها أمى .....صاحبة البيت....دفنت وجهى فى صدرها باسمة....لقد كانت لحظات ولادتى...